برنامج توکيدي لتمکين ضحايا التنمر المدرسي لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المستخلص

    تلقى ظاهرة التنمر اهتماما متزايدا من قِبل التربويين عامة والاختصاصيين النفسيين خاصة، وذلک للانتشار المتزايد لهذه الظاهرة أفقيا ورأسيا: فالتنمر شائع في المراحل الدراسية المختلفة، ويمارسه کلا النوعين ذکور وإناث، وغالبًا ما يکون الفرد متنمرا ومُتنَمرا به في نفس الوقت. وتأتي الأهمية الأکبر لهذه الظاهرة خصوصا في مرحلة الطفولة، حيث يتشکل بنيان الشخصية وتوضع اللبنات الأولى لما سيکون عليه السلوک المستقبلي. وقد خلصت دراسة ستافريندس بانايوتس وآخرينPanayiotis, S. et al., (2010) إلى أن ما نسبته 5.4 % من الأطفال متورطون في سلوکيات تنمرية، و7.4 % ضحايا للتنمر، و 4.2 % من الأطفال متنمرون وضحايا في نفس الوقت. في حين توصلت جاميلا بلايک وآخرون
 Blake, J., et al. (2012) في دراسة طولية أن معدل انتشار نسبة ضحايا التنمر من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بلغ 24.5% في المدارس الابتدائية، و34.1 % في المدارس المتوسطة. في حين توصلت دراسة جانسين بولين وآخرين Pauline, J. et al. (2012) إلى أن ثلث الأطفال متورطون في سلوکيات تنمرية، معظمهم (17%) کمتنمرين، ونسبة أقل (13%) کمتنمرين وضحايا في نفس الوقت، ونسبة 4% کضحايا فقط.
   ويتبين مما سبق أن التنمر يشکل عائقا کبيرا وسببا رئيسا في "تنغيص" الحياة اليومية؛ فالتنمر قد يکون لفظيا أو جسديا أو اجتماعيا أو إلکترونيا. وتزداد المشکلة سوء حينما يکون حدوث التنمر في البيئة المدرسية. فالمدرسة باعتبارها ثاني أکثر وکالات التنشئة والتطبيع الاجتماعي تشکيلا لشخصية الفرد تشهد تفاعلا لا ينقطع بين أعضائها، سواء داخل أسوار المدرسة أو داخل الفصول أو حتى خارجها. وغالبا ما يتضمن هذا التفاعل احتکاکا بين أفراد المدرسة، وعدوانا متبادلا وأحاديا، دعما لکلا الطرفين.
  وبالرغم من عدم الاتفاق على مرادف موضوعي لمصطلح Bullying، حيث يطلق بعض الباحثين عليه الاستقواء (معاوية أبو غزال، 2009؛ وفاء الدويري وعبد الکريم جرادات، 2015)، في حين يطلق عليه بعض الباحثين الآخرين لفظ التنمر (نورة القحطاني، 2013؛ هالة إسماعيل، 2010)، إلا أنه لا خلاف حول تعريف وتحديد ماهية هذا المصطلح.

الكلمات الرئيسية