جودة الحياة الأسرية وتنمية القدرات الإبداعية للأبناء

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

أستاذ الصحة النفسية والإرشاد النفسي ووکيل کلية التربية النوعية-جامعة المنوفية

المستخلص

ووکيل کلية التربية النوعية-جامعة المنوفية
مقدمة:
تمثل الأسرة الرکيزة الأساسية فى تخطيط وبناء شخصية الأبناء من خلال الرعاية الدينامية لهم، کما تؤثر الفاعلية الوالدية الهادفة فى تشکيل شخصيتهم المستقلة بتدريبهم على التعامل مع المواقف التى يواجهونها بکفاءة، والسعي لإنجاز أعمالهم، حيث توجد علاقة إيجابية بين الفاعلية الوالدية الداعمة والفاعلية الذاتية للأبناء المثابرين على تحقيق أهدافهم (أنور فتحي، 2003 ،101).
وبما أن الأسرة هى الجماعة الأولية التى يعيش فيها الطفل، فإن للأسرة التأثير الأکبر على ذلک الطفل. ويذکر أحمد عزت راجح (1999 ،625) أن مهمة الأسرة أصبحت أکثر تعقيداً عن ذى قبل، فلم يعد الطفل بحاجة إلى إشباع الحاجات الأساسية فقط ولکن مع تزايد الأعباء وتعدد أدوار الأسرة، أصبح على الأسرة تزويد الطفل بالأساليب الناجحة للتفاعل والتکيف مع الحياة.
إن تربية الإبداع عملية تسير وفق نمو الطفل ووفق إشباع حاجاته الأساسية والسيکولوجية والمعرفية والاجتماعية. لذلک تعنى بتربية الطفل عدة مؤسسات، تبدأ بالأسرة، ثم الحضانة، فالروضة، فالمدرسة الابتدائية. وجميع هذه العناصر معنية بتربية الإبداع، وتهيئة الظروف المناسبة التي تعزز وتسهم في تطويره، وتربيته وإنمائه، وأن للإبداع قيمة نفسية، إذ فيه يعبر الطفل عن مخزنه بطريقة تسهم في زيادة إيجابية، وفعالية نشاطه المعرفي والاجتماعي والارتقاء به. 
والطفل هو الثروة الأساسية للوطن ومن ثمَّ فإن تنمية القدرة الخلاقة والمبدعة تصبح هي الهدف الأسمى لأي تثقيف إذا ما أردنا للمجتمع أن يرقي وينهض وإذا ما قصدنا للوطن نماء إجتماعيا وثقافيا واقتصاديا(سعود عبد العزيز الشعيل، 2011).
وإذا کان النصف الأول من القرن العشرين قد شهد اهتماماً واضحاً بالذکاء والقدرات الخاصة، فإن النصف الأخير من القرن نفسه قد شهد الاهتمام بالإبداع وتميز برعاية المبدعين والعناية بهم، فانکب مئات العلماء والباحثين وعشرات من المؤسسات العامة والخاصة بدراسة المبدعين وخصائصهم، وبدأ العمل في وضع البرامج التربوية لتنمية المواهب والإبتکارات لدى الأطفال والتلاميذ منذ المراحل المبکرة من حياتهم، کما صدرت المؤلفات العديدة التي تتناول الإبداع وتعنى بتربية الموهوبين، ولعل من أهم المجلات المتخصصة التي اهتمت ببحوث الإبداع مجلة السلوک الإبداعي The Jornal Of Creative Behavior التي صدرت في أمريکا عام 1967م.
وهکذا نخلص إلى القول بأن الإهتمام بالعملية الإبداعية لدى الأطفال باتت من الأهداف الأساسية التي ينادي بها الباحثون والمعلمون والمربون بدءاً من مراحل الإکتشاف المبکر لمواهبهم وقدراتهم ثم التعرف على خصائصهم ومن ثم العمل على تنمية هذه المواهب أو الإبتکارات عن طريق التعليم والتدريب الموجه ويعمل هذا الکتاب على الترکيز على الموهوبين والمبدعين وکيفية تنمية الأطفال إبداعيا انطلاقاً من إحساسنا بالأهمية الکبيرة لهذه الشريحة في المجتمع التي تمثل ثروة قومية يجب العناية بها على مختلف المستويات الإجتماعية التي يتفاعل معها الطفل بداية من الأسرة إلى المجتمع بمؤسساته.
وأصبح الاهتمام بالإبداع والمبدعين من ضروريات هذا العصر وسماته لما له من دور بارز في تقدم الإنسان في جميع مجالات الحياة فتربية العقول المبدعة وتنمية الإبداع أصبح مطلب حياة وغاية مستهدفة على مستوى المجتمع والتربية بمؤسساتها المختلفة. وتغيير التعليم على أساس إبداعي يمثل تحديا ضخما, ولکن لا يوجد بديل عنه لملاحقه متطلبات العصر وخاصة فيما يتعلق بالتنمية الشاملة والحصول على فرص عمل متميزة . والقدرة الإبداعية موجودة لدى جميع الأفراد ولکن بدرجات متفاوته ويکن استثارتها عن طريق تعلم المهارات التي تساعد على حدوثها, وعن طريق استخدام الوسائل التي تکفل توظيف المحتوى المعرفي بما يعمل على استثارة السلوک المعرفي والوجداني المرتبط بالتفکير, وبالتالي فان أي برنامج أو أسلوب لتنمية الإبداع لا نضمن أن يخلق شخصا من فراغ أو مبدعا من عدم, ولکن کل ما ينتظر منه ان يزيد من فرص الکشف عن الطاقات المبدعة لديه
ومن ثم تعتبر الأسرة المکان الذي يطور فيه الطفل أساليب تفکيره، واتجاهاته، وذلک عن طريق تفاعله مع العناصر المحيطة به: الوالدان، والأخوة، والأخوات، وما يصل إليه من نماذج تعرض له وفق هذه الظروف، ومن خلال استعراض الدراسات المختلفة في هذا المجال، ثم التوصل إلى تحديد طبيعة الظروف، وطبيعة التنشئة الأسرية التي تسهم في تطوير الإبداع لدى الأطفال.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية