إعادة صياغة مختارات من التصوير الحديث والمعاصر باستخدام تقنية الکولاج کمدخل لتنمية الشخصية الإبداعية لطلاب کلية التربية بالإسماعيلية

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

مدرس الرسم والتصوير بکلية التربية بالإسماعيلية - جامعة قناة السويس

المستخلص

خلفية المشکلة:
إن أولى مراحل التعلم عند الإنسان منذ طفولته قائمة على المحاکاة والتقليد، فنجد الطفل يحاول أن يقلد کل من حوله کنوع من التکيف والتفاعل مع البيئة المحيطة به، فيکتسب العديد من السلوکيات والأفعال من خلال ملاحظته لکل ما حوله والاقتداء به. ويرجع ذلک إلى الفطرة التي أوجدها الله في عقول البشر. فنجد الإنسان يشعر بکل ما يراه ويسمعه، وکأن ما يراه يقع عليه فعلاً إلا أن العقل الواعي يتدخل هنا ويخبر الإنسان أنه ليس هو الذي وقع عليه الفعل، ولذلک فالإنسان يتأثر سلباً أو إيجاباً بکل ما يراه ويسمعه حتى ولو لم يشعر به ظاهرياً.
إن سلم التعلم من خلال المحاکاة والتقليد سلماً شجرياً يتمدد بالأفق فتتوارث الأجيال العلوم وتتناقل الخبرات فيکون العلم والتعلم دوماً في تقدم وانتشار، ولذلک قفزت البشرية خطوات إلى الأمام أسرع وأکبر عندما انفتح العالم على بعضه نتيجة للتطور التکنولوجي الهائل الذي کان سبباً في اختصار المسافات وتقارب الشعوب فتبادلت الثقافات وتعلم الآخرون من أخطائنا وتعلمنا من أخطائهم ودارت عجلة العلم والتکنولوجيا سريعاً بخطوات واثقة وجريئة.
وفي مجال التربية الفنية هناک العديد من الأساليب المستخدمة لتعلم الفنون من بينها أسلوب إعادة الصياغة حيث استخدمه العديد من الفنانين في إنتاج إبداعات مبنية على رؤى لأعمال فنية سابقة مما يقود إلى إبداع أشکال جديدة مستلهمة من العمل الأصلي وتحمل قيماً جمالية وتعبيرية، ويتناول هذا البحث أسلوب إعادة الصياغة لبعض الأعمال الفنية باستخدام تقنية الکولاج باعتباره أحد التقنيات المستخدمة حديثاً، کأسلوب تعليمي للطلاب وذلک کمحاولة لتنمية القدرة على التفکير والابتکار والنهوض بمستوى الطالب إبداعياً، والبحث عن مداخل تشکيلية جديدة تساعد الطالب على بناء شخصية فنية مستقلة، حيث لاحظت الباحثة عند تدريسها لمقرارت الرسم والتصوير بکلية التربية بالإسماعيلية، ضعف مستوى الطلاب بشکل عام وافتقارهم للمخزون البصري وقصور الرؤية الفنية لديهم. وذلک نتيجة لعدة عوامل منها:
-   جميع أعضاء هيئة التدريس المکلفين بتدريس المواد الفنية لطلاب شعبة التربية الفنية منتدبين من محافظات أخرى، مما يعوق تدريس المقررات الفنية وإفادة الطلاب بالشکل المطلوب.
-   الندرة في وجود المعارض الفنية والتشکيلية التي تثري مخيلة الطالب ووجدانه وتساعده على الابتکار والإبداع، مما جعل الکثير من الأعمال مفتقدة للخبرة الفنية والتراکمات المتعلقة بالأساليب والتقنيات التي تثري العمل الفني.
-   قلة الرحلات العلمية التي تستهدف زيارة المتاحف والمناطق الأثرية والمعارض الدائمة مما أدى إلى افتقار أعمال الطلاب لأي فکر أصيل قائم على استلهام أعمال التراث.
-   يسود على أغلب أفکار الطلاب الجمود أو التمحور حول فکرة واحدة فأغلب أفکارهم تفتقر للمرونة والطلاقة والأصالة، نتيجة لافتقارهم للمخزون البصري والقدرة على التأمل، فجميع الأعمال الفنية المکلف بها الطالب تأتي بطريقة نمطية خالية من الخبرة الفنية.
-   عدم قدرة الطالب على التفکير بطريقة مستقلة فهو دائم السؤال وفي حاجة مستمرة إلى أخذ رأي أستاذه في کل خطوة يخطوها، غير واثق في أفکاره وغير قادر على حل المشکلات الفنية التي تواجهه حتى في اختياره لمجموعاته اللونية.
-   مفهوم الإبداع لدى جميع الطلاب قاصر على فکرة أن الموهوبين فنياً هم فقط القادرين على الإبداع وهم قلة، ولم يصل المفهوم الحديث للإبداع إلى حيز التطبيق على أنه قدرة موجودة عند کل البشر ويمکن تنميتها، وأن تربية الإبداع ممکنة لأي شخص طبيعي.
-       أحجام أغلب الطلاب عن المشارکة في المعارض الفنية والمسابقات لعدم ثقتهم في أنفسهم وقدراتهم الفنية.
من هنا تأتى أهمية هذا البحث الذي يستهدف إتاحة الفرصة للطالب للتأمل في أعمال سابقة واستخلاص ما تحمله من قيم فنية وتعبيرية وإعادة صياغتها بأساليب وتقنيات أخرى کالکولاج وما يضيفه إلى العمل الفني من مفاهيم وقيم جمالية مختلفة تساعد على إثراء مخيلة الطالب وتکشف ما لديه من قدرات إبداعية

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية