الابعاد الثقافية والتشريعية لظاهرة تعاطي المخدرات واثرها علي السلوک السلبي لدي فئة سائقي الميکروباص "دراسة ميدانية لاحد الاحياء العشوائية في حلوان"

المخدرات هي الحياة القاتلة التي انتشرت في الآونة الأخيرة في کافة المجتمعات بشکل لم يسبق له مثيل ، حتى أصبحت خطراً تهدد هذه المجتمعات وتنذر بانهيارها.
 وتعتبر مشکلة المخدرات من أعقد المشاکل التي تواجه المجتمع الدولي في الوقت الراهن وهي ليست أقل خطورة من مشکلة الإرهاب، ولا يکاد يفلت منها أي مجتمع سواء کان متقدماً أو نامياً.
وتکمن أهمية هذه المشکلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية من جميع الجوانب سواء کان ذلک يتمثل في صورته أمام نفسه أو بينه وبين أفراد أسرته، وتتمثل أهمية المشکلة بالنسبة للمجتمع في أنها تحيط به وتمسه من جميع الجوانب الرئيسية، وأهم هذه الجوانب هوامن المجتمع واستقراره حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة الجرائم والعنف مثل السطوالمسلح والسرقة وغيرها من الجرائم هذا بالإضافة الي السلوک السلبي کرد فعل لهذه الظاهرة.  
الأمر الذي يحتم على من يتناولها أن يقوم بشئ من التحليل للخصائص الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها متعاطي المخدرات ومن ثم تحليل ودراسة الأسباب الاجتماعية العامة المؤدية إلى هذه الظاهرة وانتشارها بين صفوف من هم في سن الشباب من خلال نظرية انهزام القانون لدورکايم وتحليل البرجوازية الصغيرة لمارکس ـ ما بين 15 سنة وحتى الأربعين ،هناک عدة أسباب تؤدي بالإنسان الى التعاطي للمخدرات کالبطالة والفراغ القاتل، والإصابة ببعض الأمراض النفسية والهروب من الواقع، وعدم القدرة على التحمل والتصدي للمؤثرات الخارجية، وکثرة الهموم والمشاکل وسوء التربية، والإنحراف عن تعاليم الشريعة الإسلامية عدم مراقبة القاصرين في الشوارع والمؤسسات التعليمية وبعض أماکن اللعب والتسلية  في الحانات والأنترنيت ...الخ  وکثرة المروجين لها، ووفرتها في السوق بأثمان مناسبة بسبب سهولة التنقل بين الدول، ووجود شبکات دولية متخصصة في تهريبها، هناک أيضا أسباب وراثية تتجلى في تعاطي أحد أقارب المدمن للمخدرات، أو کان قد سبق له أن کان من المدمنين، أسباب بيولوجية تتضح في إستعداد شخص ما للتعاطي للمخدرات أکثر من غيره ... الخ