فنون الجرافيک بين الإبداع والتقنية

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم الجرافيک – کلية الفنون الجميلة جامعة المنيا

المستخلص

لکل فن من الفنون أسلوبه الخاص ولغته الإصطلاحية، التي لا يمکن أن يشارکه فيها فن أخر، فالخامة التى يستخدمها الفنان بيده تعد بمثابة لغة يستعين بها فى إنتاج منهج خاص به فى التعبير عن فنه وهذا الفن هو تفاعل بين الإبداع والتقنية والخامة التي يستخدمها، والفن هو نتاج تجربة إبداعية ذاتية محملة بمشاعر وأحاسيس الإنسان المبدع، کما يمثل إستجابة قوية فعالة تجاه المجتمع والإنسانية، ومن هنا قامت حضارات العالم القديم والحديث بتراثها العبقرى الخالد.
 لقد کان فن الجرافيک أحد الرکائز الهامة والمؤثرة فى بناء مسارات الفنون المرئية والتشکيلية منذ القدم، وکان هذا الفن القائم على الطباعة اليدوية يقترب من فن التصوير وغالبا ما کان مرادفا لمفهوم فن التصوير، إلا أنه الآن قد أستقل تماما کفن له خصوصيته وسماته وأصبح متفردا بقوانينه وقيمه الفنية وخواصه الثرية فى مجالات التقنية بفضل البحث اليدوى الدؤوب لفنانيه.
 وقد تطورت فنون الجرافيک وذلک نتيجة التوسع الصناعي الذي حدث في القرن التاسع عشر والذي أدي إلى انتشار طباعة الملصقات الملونة بسهولة وبتکلفة قليلة، وکانت مؤسسة (رستون) في باريس واحدة من المؤسسات الرائدة في تطور الإعلان  طباعة هذا النوع من الفن؛ فأنتجت ملصقات ملونة يعود تاريخها إلى عام 1845م،  و فى عام 1848م أنتج جول شيريه أول ملصق وقد طبعه بطريقة الليثوجراف، ويعتبر الفنان الإنجليزي (أوبرى بيردسلي) الذي قدم الإعلان المتطور قي شکل ملصقات ذات تأثير کبير، ويعد واحدًا من المصادر الرئيسية لفن الملصق؛ وقد امتازت أعماله برشاقة وخطوط متفائلة جميلة، ولقد ظلت إنجلترا والولايات المتحدة خلال هذه السنوات بالنسبة لفن الملصق تدين في تطورها ونموها إلى الحرکة الفرنسية التي کانت ذات تقاليد فنية واضحة، وحوالي عام 1900 أى بداية القرن العشرين تبلور فن الملصق في هولندا وألمانيا، ثم تطور الامر واخذ في الانتشار الي بقية البلدان.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية