تنمية الإبداع الوجداني کأحد مقومات الشخصية المبدعة "مدخل لتحقيق جودة التعليم النوعي فى ضوء تطور بنية المخ وتکامل وظائفه

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلفون

1 أستاذ مدرس التربية الخاصة قسم التربية الخاصة -کلية التربية بالإسماعيلية جامعة قناة السويس

2 دکتوراه علم النفس التربوى کلية التربية - جامعة قناة السويس أستاذ التربية الخاصة المساعد- کلية التربية

المستخلص

يعد الإبداع أرقى أوجه النشاط العقلي الإنساني، وما يعيش فيه إنسان هذا العصر من
خير ورفاهية إنما هو ثمرة ما توصلت إليه العقول المبدعة فى مختلف مجالات الحياة
العلمية، والثقافية، والتکنولوجية، والفنية...إلخ، فقد أضحى الإبداع هو السمة المميزة
للعصر، وهو الشاهد على تقدم المجتمعات، والسبيل لخروج أي أمة مما يواجهها من
عراقيل وتحديات، فلولا الإبداع لبقيت الحياة على صورتها البدائية حتى يومنا هذا.
والإبداع کظاهرة إنسانية من الصعب تعريفه، وذلک لأنه يفسح المجال واسعاً أمام
الباحثين للتعبير عنه بطرق متعددة تختلف باختلاف مجالات الأداء، والمراحل العمرية، بل
ويرتبط بقدرات الفرد العقلية، ودوافعه النفسية، وسماته الانفعالية التى قد يتحدد بعضها فى
التوازن الانفعالي، والقدرة على توجيه الذات، والإحساس بالتفرد، والاعتداد بالنفس،
والانفتاح على الخبرة لتحقيق التواصل بين المبدع وعالمه، وليس هذا فحسب بل إن مفهوم
الإبداع يتغير عبر التاريخ والثقافات المختلفة.
والشخصية المبدعة هى أهم محور بين تلک المحاور- إن جاز القول أنها جزء من
کل-ذلک لأنه لولا وجود الشخص المبدع بما يتسم به قدرات وسمات واستعدادات تعد
بمثابة الشرارة الأولى فى عملية الإبداع، لما کان للمناخ المحيط به أهمية، ولما کان للنتاج
الإبداعي فرصة للظهور.
الدکتورة/ أمل محمد غنايم
أستاذ مدرس التربية الخاصة
قسم التربية الخاصة -کلية التربية بالإسماعيلية
جامعة قناة السويس
الدکتور/ سليمان عبد الواحد يوسف
دکتوراه علم النفس التربوى
کلية التربية - جامعة قناة السويس
أستاذ التربية الخاصة المساعد- کلية التربية
جامعة جازان – السعودية "سابقاً"

٥٩٤
المجلة العلمية لکلية التربية النوعية العدد السادس أبريل ) ٢٠١٦جزء أول (
ناحية أخرى فقد شهد البحث النفسي والتربوي خلال القرن الماضي وتحديداً فى نهايته
تحولات مهمة فى النظر إلى عملية التعلم، وتضمن ذلک التحول إثارة التساؤلات حول ما
يجرى داخل دماغ* المتعلم وکيفية تکوين عقله، مثل: بنيته المعرفية وقدرته على تجهيز
ومعالجة المعلومات، وأنماط تعلمه وتفکيره، وبالتالي فان تعليم المتعلم کيف يتعلم وکيف
يفکر وکيف يبدع له أهمية کبيرة في جميع نواحي التعلم فالتکامل الإبداعي عاملاً أساسيا في
توجيه الحياة وعنصراً جوهرياً في تقدم الشعوب، ولهذا فقد ازداد الاهتمام العالمي
بموضوع الإبداع بشکل ملحوظ في النصف الثاني من القرن المنصرم ويتضح ذلک في الکم
الهائل من الدراسات والبحوث النفسية والتربوية التي تهتم بالإبداع وتعلم مهاراته. وتحث
على رفع فعاليات التدريس من خلال استراتيجيات وأساليب تعليمية تعمل على تنمية
التکامل الإبداعي لدى المتعلمين وهذا ما يؤدى بدوره إلى تنمية الإبداع الوجدانى لديهم.
ومن ثم تتناول تلک الورقة البحثية عدة محاور تدور حول تعريف الإبداع، والشخصية
المبدعة، وأهم خصائصها وسماتها، وکذا أبرز العوامل التى تؤثر فيها، إضافةً إلـى کيفيـة
تنميتها، مع الترکيز على جانب الإبداع الوجدانى کأحد مقومات الشخصية المبدعة وعلاقـة
الإبداع الوجدانى ببنية المخ وتکامل وظائف جانبي الدماغ، وذلک لکون القدرات العقلية لـدى
الشخص المبدع لا تنفصل عن خصائصة الوجدانية والدافعية، بل ربما تکـون الخصـائص
الوجدانية هى الأکثر أهمية فى دفع الشخص المبدع نحو عملية الإبداع.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية