التکامل المعرفي: النظرية والتطبيق بين مجالي التصوير والخزف کمدخل تدريس الإنتاج الخزفي المعاصر

تتطلب التربية من أجل الإبداع مجموعات جديدة من المعارف. لذلک، فإن المهارات والمعارف التقليدية والتدريب التقليدي في مجال الفن لن يکون کافياً لتعليم معلمي الفنون في الوقت الراهن. وتؤکد معايير تعليم الفنون الحالية أنه من أجل تقديم دراسات تعليمية عالية الجودة في الفنون؛ يجب على معلمي الفنون البصرية التعاون مع معلمين آخرين (NAEA, 2009). وفي نفس الوقت، يجب أن يکون الطلبة في مجال الفنون البصرية "قادرين على ربط المعرفة بالفن داخل وعبر تخصصات الفنون [المختلفة] " (NAEA, 2004, p. 14)؛ وکنتيجة لهذا، فإن معلمي الفنون يجب أن يکونوا قادرين على إقامة روابط بين الفنون البصرية والتخصصات الأخرى بما في ذلک التخصصات الفنية نفسها. تهدف الدراسة الحالية إلى التقصي في إمکانية استکشاف قضية تکامل الفنون، مع الترکيز بشکل خاص على مجال الخزف وعلاقته بمجال التصوير الحديث والمعاصر. تقدم الدراسة تجربة الدمج هذه في شکل منتجات فنية خزفية معاصرة والتي أنجزها طلبة الفنون بقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس(SQU)  في سلطنة عُمان. أتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الشبة التجريبي المعتمد على العديد من التجارب الفنية في مجال التصوير بهدف إنتاج الخزف وإعادة إنتاجه مع الترکيز على فنانين مشهورين أمثال بيت موندريان (Piet Mondrian)، وأظهرت نتائج الدراسة جماليات الخزف المعاصر بمسطحات تصويرية مستوحاة من أسلوب وطريقة عمل هذا الفنان، وأثبت الدراسة وجود علاقة تکاملية التصوير والخزف يمکن الاستفادة منها في إنتاج الخزف المعاصر. وخلصت الدراسة بعدد من التوصيات أهمها ضرورة إيجاد طرق جديدة للإنتاج الخزفي من خلال دمج هذا المجال مع مجالات الفن التشکيلية المختلفة، وتدريب المعلمين – ما قبل وأثناء الخدمة- على طرق التکامل عبر ومن خلال الفنون التشکيلية المختلفة تخطيطاً للتدريس، وإنتاجاً فنياً بأسلوب التکامل المعرفي بين المجالات الفنية من جهة وبين المجالات ذات العلاقة من جهة أخرى.