العلامة كرمز تشكيلي في المنظر المسرحي"دراسة سيميولوجية .. العرض المسرحي "نهاية اللعبة نموذجاً "

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلفون

استاذ مساعد بقسم الديكور المسرحي، المعهد العالي للفنون المسرحية- الكويت

المستخلص

كذلك نجد أن تلك العلامات تحيط بنا في جميع نواحي الحياة الإنسانية. فالإنسان دائما وأبدا ما يستخدم الرموز والإشارات كنوع من التركيز والتكثيف أو كنوع من التواصل الرمزي بينه وبين الآخرين ومن ثم يصبح الرمز أو الإشارة لغة تخاطب بين البشر. أي أن هناك لغة متعارف عليها ومستخدمة لتوصيل رسالة ومعنى محدد بين مرسل ومستقبل.
ومن ثم حاول علم السيميولوجيا أن يبحث عن دلالة هذه العلامات والعلاقات التى تربط جميع العناصر التى تتكون منها العلامات، وذلك لصياغة معاني محددة، تختلف من إنسان إلى آخر حسب ثقافته وعاداته وتقاليده الاجتماعية.
ويود الباحث أن يطرح هنا رأي الناقد تشارلز دانيال حول هذا الموضوع الذي يدخل علم العلامات بعد في كثير من المؤسسات الأكاديمية كنظام أو حقل معرفي رسمي، بل إنه أيضا، "ليس علما بالمعنى الحقيقي المحدد لكلمة علم. كما أنه ليس مجرد منهج لتحليل النص، فهو يشتمل على نظرية للعلامات والممارسات الدالة وكذلك على تحليل هذه العلامات والممارسات الدالة"
وقبل أن يسلط فرديناند سوسير وبيرس و جولدمان ودريدا .. وغيرهم من علما السيميولوجيا الضوء على العلاقة التي تربط الدال بالمدلول والرموز والإشارات التي تحكم نظام العمل الفني، نجد أن كبار كتاب المسرح قد أوجدوا لنا تلك العلاقات الدلالية من خلال أعمالهم الدرامية، وإن كان قد ظهر بشكل مغاير عن معنى علماء السيميولوجيا في عصرنا الحديث. فعلى سبيل المثال، نجد في مسرحية الكاتب اليوناني سوفوكليس أوديبوس ملكا" كل الإشارات والدلالات التي تقودنا إلى كل المعاني التي تربط بين المفردات والصور والتي يتلقاها المتلقي في نفس لحظة عرض المسرحية حتى يصبح المتلقي وجها لوجه أمام جميع معاني العرض المسرحي المقدم أمامه، وإن كان بمفهوم مغاير المفهوم السيميولوجيا عند سوسير وبرس وغيرهم من علماء هذا العلم.
مشكلة البحث :
تتمثل مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي :
كيف تتشكل العلامة المسرحية كرمز تشكيلي في المنظر المسرحي ؟
تساؤلات البحث :
ومن هذا التساؤل الرئيسي تتفرع عدة تساؤلات فرعية :

ماذا نعني بالسيميولوجيا؟
كيف نشأت السيميولوجيا؟
ماذا نعني بالعلامة ؟
ماذا نعني بالأيقونة ؟
ماذا نعني بالرمز ؟
كيف يلعب الرمز كأيقونة في تشكيل المنظر المسرحي؟

منهج البحث :
استخدم الباحثان بإستخدام المنهج السيميولوجي كعلم يعنى بدراسة الظواهر الاشارية من حيث طبيعتها وخواصها وأنساقها وأشكالها ، حيث دراسة العلامات والإشارات والرموز والأيقونات البصرية ، والتي تعتمد على عمليتي التفكيك وتركيب.
فإن "مهمة السيميولوجيا الأساسية عند سوسير هي الكشف عن العوامل أو الشروط المؤدية إلى نشوء الإشارات، وتحديد القوانين التي تخضع لها "
أهداف البحث :
يهدف البحث إلى دراسة العلامة والرمز والايقونة كعناصر أساسية في النص المسرحي ومنه إلى العرض المسرحي وفق خطوات محددة للمنهج السيميولوجي لدراسة الظاهرة بكافة جوانب العلامة بها .
مصطلحات البحث :

العلامة :
يعرف رولان بارت العلامة على أنها "عنصر من عناصر الوجود المحسوسة يكتسب وجوده كعلامة دالة حين يتم انتظامه في نظام لغة مجتمع ما (بالمعنى الواسع للغة، أي جميع الشفرات التي يستخدمها مجتمع ما للتواصل ونقل الرسائل من تقاليد سلوك وملبس ومآكل . . إلخ) . . . وحيث أن اللغة (بمعناها الواسع) السائدة من مجتمع ما تمثل (باعتبارها بنية فوقية) النظام العقائدي المميز – أي تمثل نظاماً أيديولوجيا مهيمنا قد يتعرض للمناهضة من قبل نظام أيديولوجي مخالف"
هي آية وحدة ذات معنى يتم تفسيرها باعتبارها تحل محل، أو تنوب عن شيء آخر غيرها، هي نفسها. وتوجد العلامات في شكل مادي (فيزيقي) مثل: الكلمات والصور والأصوات والأفعال والأشياء.. وليس للعلامات معنى أصلي ملازم لها، أو كامن بداخلها، فالعلامات تصبح علامات فقط، عندما يقوم مستخدموها بإكسابها معناها من خلال إحالتها إلى شفرة معينة معروفة
السيميولوجيا :

 "إن كلمة سيميولوجيا Sémiologie   من الأصل اليوناني Sémion  أو Sémaine   والمتولدة هي الأخرى من الكلمة Sémo وتعني العلامة (الدليل) Signe  وهي بالأساس الصفة المنسوبة إلى الكلمة الأصل (Sens) أي المعنى أما عن لفضه "لوجيا" Logie  فتعني العلم، وبالتالي فإن كلمة  السيميولوجيا أو السيميوطيقيا من الناحية اللغوية تعني علم العلامات"

الأيقونة :

"أحد أشكال العلامات، بحيث يبدو فيه الدال شبيها أو محاكيًا للمدلول على شكل واضح من حيث المظهر أو الصوت أو الملمس أو المذاق أو الرائحة"
نتائج البحث: توصل الباحثان لعدة نتائج على النحو التالي :

إن الشيء الهام والذي استفاد منه الباحث هو الربط بين العنوان ومضمون متن النص الدرامي، والبحث عن معنى دلالة هذا العنوان، وعلاقة هذا العنوان بالشخصيات الدرامية التي تقابلها داخل النص، وما هي القضايا الإنسانية والفكرية التي يقدمها لنا الكاتب خلال نصه الدرامي.
لابد المصمم الديكور أن يعي جيدا الطريق الفني أو الخط الفكري الذي يسير فيه النص الدرامي، وفي تصوري أن العلامات والإرشادات والرموز .. كل ذلك يظهر للمصمم من خلال تتبع الإشارات حين يقوم المصمم بتحليل درامي لكل جزئيات العمل الدرامي.
لابد أن يكون هناك توافق تام في رؤية الفراغ المسرحي والذي يجسد لنا الفراغ الدرامي بين كل من مخرج العرض وبين مصمم الديكور.
أن المصمم لا يقوم بتنفيذ الديكور بشكل حرفي فقط، بل إن مصمم الديكور فنان مثقف له خياله المتقد القائم على دراسة تحليلية للنص الدراسي من خلال الة العلامات والرموز والإرشادات التي يقدمها النص الدرامي، وكلما زاد وعى المصمم فنيا وثقافيا كلما كان أقدر على فهم معنى العلامات والمعنى الكلي للنص الدرامي.
تشكل العلامة المسرحية في النص الدرامي رمزاً أساسياً في التشكيل للمنظر المسرحي وعلى مصمم الديكور أن يكون على وعي كامل بدلالات الدراما المكتوبة.
إن المؤلف المسرحي يرى المشاهد على خشبة المسرح خاصة لو كان النص الدرامي المسرحي مكتوباُ بإرشادات مسرحية دالة ، فعلى مصمم الديكور أن يأخذ بتلك الارشادات بعين الاعتبار.

 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية