حضور "التناص" في المسرح الشعري نص " كرمة ابن هانئ" لـ "فراج عبد العزيز مطاوع" نموذجًا

تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن ظاهرة "التناص" في المسرح الشعري المصري المعاصر، بوصفها إحدى الآليات البنيوية والجمالية التي تُسهم في إثراء الخطاب المسرحي وتوسيع أفقه الدلالي. وقد تم اختيار نص "كرمة ابن هانئ" للشاعر "فراج عبد العزيز مطاوع" نموذجًا تطبيقيًا لثرائه بالأنساق التناصية، وتوظيفه المرجعيات المتنوعة داخل بنيته الدرامية، بما يعكس وعي الكاتب بتاريخ الأمة وقضاياها المعاصرة في إطار جمالي متجدد. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي ـــــ تحليل المحتوى، إذ يقوم على رصد الظواهر النصية المتعلقة بـ "التناص" في المسرح الشعري، ثم تحليلها للكشف عن أنماطها المختلفة (التاريخي، الأدبي، الديني) وبيان أبعادها الجمالية والدلالية في بناء الخطاب المسرحي.
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
1- "التناص" لا يُختزل في مجرد اقتباس، أو توظيف سطحي للنصوص السابقة، بل يُعدّ عملية إبداعية إنتاجية تسهم في إثراء النص، وتوسيع فضاءاته الفكرية والجمالية.
2- تركزت مصادر "التناص" التي اعتمد عليها الكاتب في عينة الدراسة على النصوص الدينية والنصوص التاريخية والنصوص الأدبية.
3- تجلّت مستويات "التناص" على نحو متنوع؛ إذ ظهر المستوى اللفظي المباشر عبر الاقتباس النصي الصريح، والمستوى الإشاري أو التلميحي من خلال الإشارات غير المباشرة إلى نصوص أو شخصيات، أو أحداث سابقة.
4- أدى "التناص" دورًا محوريًّا في إبراز القضايا الوطنية والقومية، إذ شكّل وسيلة للتعبير عن هموم الأمة وتطلعاتها، من خلال استدعاء رموز وأحداث من التاريخ والأدب ومن خلال هذا التوظيف، أصبح النص المسرحي الشعري فضاءً فنيًا وفكريًا لتجذير الهوية الوطنية والقومية.