برنامج مقترح قائم على العلاج بالفن (الخزف) لخفض قصور الانتباه وفرط الحرکة لدى عينة من الأطفال.

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلفون

1 أستاذ الصحة النفسية والإرشاد النفسى ورئيس قسم العلوم التربوية والنفسية بکلية التربية النوعية جامعة المنوفية

2 أستاذ الخزف ورئيس قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية جامعة المنوفية

3 کلية التربية النوعية جامعة المنوفية

المستخلص

يعتبر الفن وسط تعبيرى وله فوائد واضحة المعالم, وله طبيعة خاصة, إنه ثابت وباق وملموس، حينما تکون الکلمات قليلة, واللوحة المرسومة لا تزول ولا تختفى فى الهواء مثل الکلمات, والشعور والإتجاه يتضحان على الأوراق, ويکونان ملموسين ومعترف بهما, على عکس الکلمات, فاللوحة المرسومة يمکن أن تعادل آلاف الکلمات ,والأکثر أهمية أن الرسم يمکن أن يعبر عما تعجز عن وصفه الکلمات لدى الفرد  (Wolf, et al. 1985, 198).
  واستخدام الفن فى العلاج النفسى لا يرکز ولا يؤکد على المظهر الإبداعى للفن فقط, لکن الأکثر أهمية هو الاستبصار العلاجى الذى يحصل عليه الفرد من العلاج بالفن (Brown, et al., 2001, 4).
إن تاريخ العلاج بالفن التشکيلي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مزاولة الفن وبداياته الأولى، وتزداد الرؤية وضوحاً عندما ينظر الدارس إلى ماهية الفن ودوره في حياة البشر. ويرى معظم المؤرخون للفن بأن الإنسان قد اعتمد على ممارساته الفنية منذ بداية حياته البشرية، حيث مارس الفنان البدائي التشکيل الفني (بأنواعه المختلفة) لأسباب نفعية وطرق للتواصل والتعبير عن الأفکار والمعتقدات والمشاعر. ومن خلال العلاج بالفن يعبر العميل عن نفسه, وعن تجاربه وخبراته فى أسلوب أمن وغير لفظى, وهذا يساعد على تأسيس الثقة, ويشعره بالإطمئنان الکبير فى عملية العلاج. ومن الخصائص المميزة والفريدة فى العلاج بالفن أنه يمنح الفرصة للعميل ليعبر عن أفکاره ومشاعره خلال الصور المرئية, والتى تکون رسماً أو تصويراً أو نحتاً, وهذه العمليات الإبداعية تعد مصدراً للمعلومات لکل من العميل والمعالج, والعمل بالأدوات الفنية مثل: الطمى, والأوراق الملونة, والأقلام حيث يعطى استجابة فسيولوجية من الإسترخاء وبالتالى التأثير على مزاج الفرد, وهذا يخفض القلق وبذلک يصبح الفرد أکثر إستعداداً للتعبير عن الذات بشکل مکشوف, کذلک التعبير الفنى يساعد على إخراج الانفعالات الداخلية (التنفيس) (Diehls,2008 ,3,4).
وتعتبر طينات الفخار والخزف هى إحدى المجالات التشکيلية والفنية المناسبة لذوى الإحتياجات الخاصة والتى تتطلب من المعلم الممارس للفن التعديل والتنويع فى أسلوبه وطريقته فى التعبير المناسبة لمواجهة احتياجات الفئات الخاصة المختلفة من خلال الفن, مما قد يتطلب منه التعديل والتغيير فى بعض الأساليب والأدوات وانتقاء الخامات الأکثر أمنا لتلک الفئات ليکون قادرا على تنمية وتحقيق الأهداف المطلوبة (أمين قاسم أمين,2004 ,72).
وبالرغم من أن الأنشطة المتعددة والمتنوعة فى التربية الفنية للفئات الخاصة والتى منها طينات الفخار تعتبر من وسائل تکوين الشخصية لدى هؤلاء الأطفال فهى تسهم فى تکيف الطفل مع المجتمع بأسلوب متوازن, وأيضا تحقيق التوافق بين السلوک والبيئة الطبيعية. وقد جاء إختيار طينات الفخار والخزف لما لها من أهمية فى تنمية المهارات والقدرات الحرکية لدى هؤلاء الأطفال, وأيضا ماتتميز به من طواعية فى التشکيل تساعدهم على التحکم فى الخامة وإعطائهم الفرصة فى التعبير عما بداخلهم وإکسابهم السلوکيات المرغوبة.
ويعتبر الانتباه من أهم العمليات العقلية التى تلعب دور هاماً فى النمو المعرفى لدى الفرد التى من خلالها يکتسب الفرد المهارات ويتکون لديه العادات السلوکية الصحيحة التى تساعده على التکيف مع البيئة المحيطة, ويختلف مستوى الانتباه لدى الأفراد فنجد بعض الأفراد لديهم مستوى مرتفع فى الإنتباه وبعضهم لديه مستوىمنخفض, ويعانى بعض الأطفال من اضطراب الانتباه والذى يتضح من خلال عدم قدرتهم على الترکيز على المنبهات المختلفة لمدة طويلة, ويصاحب اضطراب الانتباه هذا سلوکيات اخرى ملحوظة تتمثل فى الإندفاعية وفرط الحرکة (النشاط الزائد).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية