البيروقراطية في المسرح العربي "محمد سلماوي" و"عبدالقادر علوله" أنموذجا "دراسة تحليلية"

يهدف البحث إلى التعرف على طبيعة هذه المعوقات الإدارية وبعض العوامل المؤثرة في تشكيل تلك الصورة السلبية للمؤسسة الحكومية الخدمية وتأثيرها في المجتمع الإداري، وإلى أي درجة كانت هذه الرؤية الفكرية والمعالجة الفنية للشخصيات  الدرامية  (المواطن, والموظف, المدير) قريبة أو بعيدة أو مطابقة أو للصورة العقلية العربية للموظف (الأعلى, الأدنى) داخل البيئة التنظيمية للمؤسسات الحكومية وممارستها الإدارية السائدة لهذا التنظيم البيروقراطي عند الكاتبان المصري "محمد سلماوي" و الجزائري "عبدالقادر علوله".
وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي(تحليل المحتوي) لقضية البيروقراطية في المسرح العربي عند محمد سلماوي وعبدالقادر علوله نموذجاً". ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث:
من خلال المسرحيتين نلمس سلبيات التنظيم البيروقراطي المطبق في المؤسسة  الحكومية الخدمية للدولتين( المصرية والجزائرية)

عدم قدرة التنظيم البيروقراطي (عيوبه) على التكيف مع الواقع الخارجي الخدمي.
شعور المواطن بالاغتراب والقهر في وطنه (المؤسسة الخدمية الإدارية).
أكد البحث علي أن سلبيات التنظيم البيروقراطي قد أفرزت قيادات فاسدة غير مؤهلة تبغي مصالحها الشخصية نتيجة زواج السلطة بالمال ودور الروابط العائلية والاجتماعية في تسريع عجله الفساد والتسيب والإهمال والمحاباة والمحسوبية وسوء استغلال المال في ظل غياب الرقابة الصارمة داخل التنظيم البيروقراطي.
أكد الكاتبان على نبذهما ونقدهما للمظاهر السلبية للتنظيم البيروقراطي داخل المؤسسات الخدمية للحد من فساد سلطة الإدارة و إعادة النظر في هذه القوانين والتشريعات المجحفة في المجتمعان المصري والجزائري من خلال التمسك الحرفي والشكلي بالنصوص القانونية.
أكد البحث على أهمية تفعيل دور المورد البشري في تحقيق التنمية الإدارية من ذو الكفاءات والاختصاص والأخلاق والتميز في الإدارة.
أكد البحث أن تكون القيادة الإدارية قدوة عالية الكفاءة من الناحية الوظيفية والقدرة الإنتاجية.
أكد البحث علي أهمية تحسين وضعية الموظف الاجتماعية والأخلاقية قد يؤدي إلى التخفيف والتقليل من ظاهرة البيروقراطية المتعفنة.
أكد البحث علي دور العامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الإصلاح، أي وجود سلطة سياسية قوية تؤمن بالإصلاح وتتفهم آلياته وتعمل على تحقيقه.
كما بلور الكاتبان "محمد سلماوي" و"عبد القادر علوله" من خلال طرحهما الفني المسرحي سلبيات الشكل الهرمي التدريجي الوظيفي للتنظيم البيروقراطي وطبيعة علاقة المرؤوس بالرؤساء، والعلاقة المتأرجحة بين الحاكم والمحكوم القائمة على القهر والأحادية والانتهازية لخدمة المصالح الشخصية حسب المصالح العام للمؤسسة.
وظفا الكاتبان "محمد سلماوي" و"عبد القادر علوله" الكوميديا السوداء المتشبعة بالعبثية وبالملحمية والبريختية، ولكن الكاتبان أضافا إليها ملامح واقعية تستمد مشروعيتها من خصوصيه البيئة الإدارية للمؤسسات الحكومية في الدولتين.
كما رسما الكاتبان صورة صادقة وصادمة لسلبيات البيروقراطية وضياع الكرامة الإنسانية للموظف/ والمواطن، في كلمات لها مدلولاها ومصطلحاتها في إطار كوميدي ساخر يندد بتلك الممارسات في المجتمعان المصري والجزائري.
كما بلور "عبدالقادر علوله" ملامح ما بعد الاستقلال الجزائري وما صاحبها من ظواهر سلبية لعدم الاستقرار السياسي وطبيعة العلاقة المتأرجحة بين الحاكم والمحكوم في مجتمع قائم على فقدان العدالة وغياب القانون.
كما وظف "محمد سلماوي" سلبيات التنظيم البيروقراطي من خلال الإسقاطات السياسية والاجواء البوليسية التي عاشها المواطن المصري في تلك الحقبة الساداتية التي تبلور عصر الانفتاح الاقتصادي والقهر والصفقات والعمولات المشبوهة بأسلوب مبطن بالكوميديا الساخرة العبثية.